الإسرائيليات في قصة آدم عليه السلام (كتاب عرائس المجالس في قصص الأنبياء للثعلبي نموذجا)
الملخص يناقش هذا البحث نموذجا من نماذج تسلل الإسرائيليات إلى التراث الإسلامي وذلك من خلال قصة آدم عليه السلام. وقد تم الاعتماد في هذا البحث على نموذج من أشهر كتب قصص الأنبياء التي تعتبر مصدرا من المصادر التي تكثر فيها الإسرائيليات وأعني بذلك كتاب: "عرائس المجالس في قصص الأنبياء" للثعلبي.وقد تبين من خلال استقراء كتب التفسير أن تسرب الإسرائيليات نتيجة من النتائج المباشرة للانفتاح على التراث اليهودي القديم إما بسبب الدور الذي لعبه بعض الذين ادعوا الإسلام وتسببوا في إدخال مواد إسرائيلية كثيرة في التفسير والتاريخ وغيره من مجالات التراث الإسلامي، أو بسبب رواة من مسلمة أهل الكتاب أو من المسلمين الذين تتلمذوا عليهم نقلوا عن حسن نية ما كانوا يحفظونه من التراث اليهودي وحدثوا به فتسرب إلى كتب التفسير عن طريقهم.ولذلك تناولت هذه الدراسة أبرز أولئك الرواة وبيان ما قيل في حقهم نظرا للمكانة التي تميزوا بها في المجتمع الإسلامي والدور الذي لعبوه في نقل جانب من التراث اليهودي إلى التراث الإسلامي.وقد بينت الدراسة الفرق بين صحيح قصص الأنبياء وغير ذلك من الأساطير المنقولة عن أهل الكتاب من خلال المقارنة بين ما ورد في القرآن وما ورد في التوراة مع التركيز على قصة آدم عليه السلام.وتعد حياة الثعلبي، مؤلف كتاب العرائس، جانبا مهما من هذه الدراسة نظرا لما دار حوله من نقاش بين الباحثين بسبب كثرة روايته للإسرائيليات مما جعل كتبه تتعرض للنقد من طرف بعض المعاصرين. بل هناك من المنتقدين من تعدى بنقده حدود المعتاد.ومن خلال كتابه موضوع الدراسة نلاحظ أن الثعلبي ارتوي كثيرا من منهل وخزّان الإسرائيليات المتراكمة في التفاسير وكتب الحديث والتاريخ الأخبار، روى بعضها الثعلبي على لسان صحابة ومفسرين كبار ورواة متخصصين في هذا النوع من الأخبار، كعبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، علاوة على رواة ينتمون للمنظومة الدينية الإسلامية، كعبد الله بن عباس وأبي هريرة، وعلي، وعمر. وتوضح هذه الدراسة منهج الثعلبي وأسلوبه في سرد قصة آدم وكيف عالجها وطريقته في سرد مختلف جوانب قصة آدم من بداية خلقه إلى أن مات مع مقارنة ذلك بما ورد في التوراة من هذه القصة وبيان أوجه التشابه وأوجه الاختلاف.وبالمقارنة بين ما ورد في القرآن الكريم وما ورد في التوراة، من قصة آدم عليه السلام تخلص هذه الدراسة إلى ملاحظة ما يلي: أن القرآن الكريم ذكر أطوار الخلق الأول والثاني ولم تشر التوراة إلى ذلك. قطعت التوراة بأن الجنة كانت في الأرض بينما كانت دلالة القرآن احتمالية. ذكرت التوراة أن الإنسان خلق ليعمل في الجنة وقد نفي القرآن ذلك. ذكرت التوراة أن الشجرة المنهي عنها هي المعرفة والحياة وقد أكل آدم من الأولى فطرد قبل أن يأكل من الثانية ولم يحدد القرآن نوع الشجرة. جعلت التوراة المرأة سبب الغواية ولولاها ما خرج آدم من الجنة، بينما صرح القرآن بالمسؤولية المشتركة، بل نسبها لآدم عليه السلام. ذكرت التوراة أن الإله خاف من عودة آدم من الجنة ليأكل من شجرة الخلد فأقام حارسين عليها، ولم يشر القرآن لشيء من ذلك. لم تشر التوراة لنبوة آدم بينما أشارت نصوص القرآن إلى نبوته احتمالا وقطعت بها السنة المطهرة. لم تذكر التوراة توبة آدم بل بقيت الخطيئة في جميع أبنائه حتى جاء المسيح ليخلص البشرية منها، وصرح القرآن بتوبة آدم وقبول الله لها. ذكرت التوراة عمر آدم وعدد أحفاده وأولاده ولم يرد لذلك ذكر في القرآن. ورد في التوراة مجموعة من العقوبات التأديبية موضوعة على المرأة، كالحمل، والولادة والحيض، وكذلك عقوبات وضعت على الحية، كقطع الأرجل، والمشي على البطن، ولم يرد لهذه العقوبات ذكر في القرآن الكريم.
History
Language
- Arabic
Publication Year
- 2018
License statement
© The author. The author has granted HBKU and Qatar Foundation a non-exclusive, worldwide, perpetual, irrevocable, royalty-free license to reproduce, display and distribute the manuscript in whole or in part in any form to be posted in digital or print format and made available to the public at no charge. Unless otherwise specified in the copyright statement or the metadata, all rights are reserved by the copyright holder. For permission to reuse content, please contact the author.Institution affiliated with
- Hamad Bin Khalifa University
- College of Islamic Studies - HBKU
Degree Date
- 2018
Degree Type
- Master's