submitted on 2024-12-15, 09:24 and posted on 2024-12-26, 06:42authored byAbdallah Dauod Abakar
تشكل ظاهرة التحول الديني إحدى الظواهر التي يدرسها علم تاريخ الأديان ضمن إطار دراسة التجربة الدينية وتعددها لدى الفرد، والآثار التي تنتج عن عملية التحول الديني.يستعرض البحث حالة من حالات التحول الديني بين نصارى العالم الإسلامي ممثلة في القس عبد الأحد داوود الكلداني "ديفيد بنيامين". وقد تناول البحث مفهوم مصطلح التحول الديني في السياقين الإسلامي والغربي، ودوافع التحول الديني بين نصارى العالم الإسلامي تحديدًا، قبل أن يتوجه البحث كلية لدراسة التجربة الدينية للكلداني وتجربة تحوله إلى الإسلام: دوافعها وآثارها الفكرية، وكيف أثرت تلك التجربة الدينية في تشكيل منهجه في كتاباته حول إثبات النبوة الخاتمة.وخلص البحث إلى وجود تباين بين المنظورين الإسلامي والغربي في تناول مصطلح التحول الديني، فالأول يسلك منهجًا نقديًا، فيما يعتمد الاخر - غالبًا- المنهج الوصفي.وأبرز البحث عوامل ودوافع تمتاز بها عمليات التحول الديني بين نصارى العالم الإسلامي، أبرزها تلك الثنائية (ما يعتقده المسيحي وما يعايشه) والتي تخلق فيه لونًا من الاضطراب الفكري والمقارنات المستمرة، وتتيح له فرصة أكبر لعقد حوارات ومناقشات تبدد عنه الضبابية التي تغشاه في فهم الإسلام أو في فهم المسيحية نفسها.وأهم نتائج البحث ما كان من أمر تجربة التحول الديني للكلداني والتي مرت بثلاث مراحل تحول فيها من الكاثوليكية إلى البروتستانتية ثم إلى الإسلام. وقد شكلت تجربته الدينية المسيحية -وباعتباره قسًا سابقاً- أثرًا واضحًا في منهجه في إثبات النبوة الخاتمة، ويظهر ذلك بجلاء في دلائله على النبوة الخاتمة ومناقشته لبشارات الكتاب المقدس منطلقًا من خبرته السابقة بالكتاب المقدس وقدرته على قراءته في لغاته الأصلية وإحاطته بتفسيرات آباء الكنيسة الأوائل.