التوظيف الحداثي في فهم القرآن الكريم: محمد عابد الجابري وإعادة ترتيب النزول نموذجا

يدرس هذا البحث التوظيف الحداثي في فهم القرآن الكريم حسب ترتيب النزول وإشكالاته، من خلال محمد عابد الجابري باعتباره نموذجا للتأويل الحداثي للقرآن الكريم. وقد انطلق البحث من مشكلة كون هذا التيار له آراؤه المغايرة لإجماع العلماء في فهم وتفسير آيات القرآن، ومن هنا سعى هذا البحث في بيان مدى تأثير الفكر الحداثي في فهم الجابري للقرآن الكريم من خلال تقييم منهجه ودراسته دراسة نقدية. ولما كان الجابري من الشخصيات الحداثية التي لها تأثير واضح اليوم على الساحة الفكرية، كان لا بدّ من دراسة أطروحاته في هذه القضية دراسة موضوعية تبرز الحق والباطل في تفسيره لآيات القرآن حسب ترتيب النزول. وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي لكتب الجابري عن القرآن الكريم، وهذا المنهج يُعني بتحليل محتوى نصوص الجابري لفهمها ونقدها على أسس موضوعية. وجاءت هذه الدراسة في ثلاثة فصول؛ كان الفصل الأول تعريفا بالجابري، وموقفه من الفكر الحداثي، والقراءة المعاصرة للقرآن الكريم. والفصل الثاني كان عن أطروحة الجابري في مسألة إعادة ترتيب النزول وفهمه حسب هذا الترتيب. والفصل الثالث كان عن الإشكالات النظرية والتطبيقية للتفسير حسب ترتيب النزول عند الجابري. وقد خُتمت هذه الدراسة بمجموعة من النتائج التي توصّل إليها الباحث، والتي كان على رأسها؛ أن هناك انحرافا بينا في المنهجية الحداثية عموما في التعامل مع النص القرآني، ومنها منهجية الجابري في فهم القرآن الكريم وتوظيفه للفكر الحداثي بناء على منهج التفسير حسب ترتيب النزول، ويكمن توظيفه للفكر الحداثي في تعامله مع القرآن حسب ترتيب النزول في إيجاد معان جديدة وإبطال ما فهمه المفسرون القدامى، ومحاولته في إثبات دعوى تاريخية نص القرآن الكريم. وقد كشف الباحث أيضا أن هناك تشابه إلى حدّ كبير بين ترتيبه والترتيب الاستشراقي للترتيب التاريخي للقرآن الكريم.