submitted on 2024-12-17, 08:32 and posted on 2024-12-26, 06:40authored byMoawiah Maher Obeid
هذه الرسالة تعرض مفهوم الحرب ومبررات اللجوء إليها وأخلاقيات ممارستها وتقارن بينها من وجهة نظر أنظمة مختلفة منها ما هو ديني وهي التوراة والقرآن الكريم ومنها ما هو إنساني تعاقدي وهو ما يعبر عنه القانون الدولي العام. وتبين الرسالة الاختلاف الكبير بين النظامين الدينيين محل الدراسة فالحرب في التوراة تاريخية متطورة وترتبط بعقائد دينية وقداسة إلهية وتعتبر أداةً لتحقيق مصالح قومية وسياسية واقتصادية، أما القرآن الكريم فيعتبرها أمراً طارئاً واستثناءً لا يجوز اللجوء إليه إلا وفق مبررات محددة تهدف لإرساء العدل لا لتحقيق مصالح. وتثبت الدراسة تأثر قواعد القانون الدولي العام بما جاء به القرآن الكريم منذ قرون طويلة، وهو ما يعكسه التقارب الكبير بين قواعدهما، مع التأكيد على الاختلافات البنيوية بينهما من حيث طبيعة وغاية تشريعاتهما. وكذلك تشير الدراسة إلى تشابه التوراة مع القانون الدولي العام من حيث طبيعتهما التاريخية المتطورة واعتبارهما الحرب وسيلة لتحقيق المصالح، إلا أنهما يختلفان بشكل كبير فيما استقرا عليه من حيث المشروعية والممارسة الأخلاقية، وبناءً عليه تؤكد الرسالة على ضرورة دراسة كل موقف على حدا وعدم الحكم عليها بناءً على تصنيفها باعتبارها دينية توحيدية أو وضعية تعاقدية. وتشير هذه الرسالة إلى الارتباط الكبير بين مبررات مشروعية الحرب وبين قواعد ممارستها في هذه الأنظمة؛ فكلما كانت المبررات أخلاقية كانت قواعد الممارسة الحربية أخلاقية ومنضبطة، أما المبررات غير الأخلاقية فتنعكس على قواعد الممارسة الحربية لتكون أكثر دموية وتدميراً.