submitted on 2024-12-16, 10:02 and posted on 2024-12-26, 06:41authored byEnayat Moustafa
يهدف البحث إلى بيان أحكام الحقوق المالية للزوجة في التشريعات اليهودية والمسيحية والإسلام، تحديدًا الحق المالي المتعلق بالمهر، والنفقة، والميراث. وقد أوضحت الدراسة بدايةً أن الأصل في هذه الديانات الثلاث هو الحث على الزواج وتكريم الزوجة؛ فالديانة اليهودية ترى أن الزوجة الفاضلة تاج على رأس زوجها. وتنظر المسيحية إلى الزواج على أنه سرٌّ إلهي وليس مجرد عقد وارتباط، وشريعة الإسلام تقول إن الله قد خلق الرجل والمرأة من نفس واحدة، إقراراً بالمساواة الكاملة في جميع الحقوق وفي التكريم. وحققت الدراسة الهدف الأساس منها والمتمثل في التوصل إلى قناعة علمية مؤصل لها - من خلال المقارنة - لأكثر هذه الديانات الثلاث إنصافاً للزوجة. فمثلا فيما يتعلق بحق الزوجة في المهر أو الصداق، ترى الديانة اليهودية والديانة الإسلامية مع التفاوت في الأحكام أن المهر يعد ركناً أساسياً لصحة الزواج، بينما لا يوجد في الديانة المسيحية ما يُسمى بالمهر. وفيما يتعلق بحق الزوجة في النفقة فلم أجد نصاً مقدساً صريحًا وواضحًا في اليهودية والمسيحية يُوجب على الزوج النفقة على زوجته، وأن كل ما ورد من نصوص هو وصايا عامة يُفهم منها قياساً أو مجازاً ضرورة النفقة على الزوجة، بينما جاءت نصوص القرآن الكريم واضحة وصريحة في وجوب النفقة الشاملة على الزوجة، واعتبار أن هذا حقها وليس منة عليها. وفيما يتعلق بالميراث فاليهودية والمسيحية لا ترى للزوجة حقاً في الميراث، غير أن اليهودية عالجت الأمر بأن وضعت تشريعًا ينص على أن ترث البنت أباها ولكن شريطة أن تتزوج من نفس السبط. أما الإسلام فقد أعطى للزوجة أحد الحقين بحسب حالتها، إما أن ترث الزوجة الربع إذا لم يكن للزوج فرع وارث وإما أن ترث الزوجة الثمن فرضًا من تركة الزوج الميت إذا كان لزوجها فرع وارث. وقد اتبعت الباحثة مجموعة من المنهجيات العلمية التي تناولت بها موضوع دراستها، وأهم هذه المناهج، الاستقرائي والوصفي، والتحليلي والتاريخ ثم المنهج المقارن، وذلك في استقراء النصوص المتعلقة بالموضوع، وتحليلها لبيان الأحكام، ووصف الزواج في الأديان وصفًا قائما على المنهجية العلمية في الوصف، القائمة على مراعاة التسلسل التاريخي للأديان والأحكام، ثم مقارنة ما جاء في الأديان الثلاثة من خلال المنهج المقارن. وقد ختمت الباحثة دراستها بمجموعة من التوصيات.