ظاهرة الخلع في المجتمع الإندونيسي أبعادها الاجتماعية والشرعية وحلولها

يعد الخلع شيئا غريبا في المجتمع الإندونيسي في التسعينات الميلادية، وبعد عام 2000م أصبح الخلع ظاهرة اجتماعية بانتشاره بينهم، وهذا الأمر كما أكدته بيانات قضايا الخلع في المحكمة الدينية لجمهورية إندونيسيا. فيشرع هذا البحث في دراسة تلك الظاهرة بأبعادها الاجتماعية والشرعية باستخدام المنهج الاستقرائي والتحليلي والوصفي استهدافا للوقوف على أسباب انتشارها واقتراح بعض الحلول الشرعية والاجتماعية لتقليلها وتقليل الآثار المترتبة عليها. أما أهم النتائج التي توصل إليها البحث فهي شاملة على الأمور التالية: الأول: أصبح الخلع ظاهرة اجتماعية في المجتمع الإندونيسي بانتشاره كثيرا بينهم. الثاني: أسباب وقوع الخلع في المجتمع الإندونيسي أكثرها خلاف سبب مشروعية الخلع المستنبطة مما ورد في الحديث ذي الصلة عنه، وعلى هذا الأساس خرج تطبيق بعض الخلع في المجتمع الإندونيسي عن مساره الشرعي، الثالث: نتيجة خروج تطبيق بعض الخلع في المجتمع الإندونيسي، تترتب عليه الآثار السلبية الكثيرة. الرابع: لتقليل الخلع وتقليل الآثار السلبية المترتبة عليه فقد بذل بعض رجال الحكومة والعلماء وكبار المجتمع جهودا عديدة، لكن مع ذلك لا يزال الخلع منتشرا بكثير. الخامس: الحلول الشرعية وغيرها التي يمكن أن تقترح لتقليل الخلع هي: الالتفات إلى كفاءة المتزوجين قبل الزواج، تطبيق المعاشرة بالمعروف داخل الأسرة، تربية الشباب والشواب بفقه الأسرة منذ المستوى الثانوي، تطبيق نظام الأسرة الممتدة، وكذلك توعية العلماء للمجتمع على أهمية الحفاظ على استقرار الأسرة. السادس: الحلول الشرعية وغيرها التي يمكن اقتراحها لتقليل الآثار السلبية المترتبة على الخلع في المجتمع الإندونيسي هي: إبطال طلب الخلع وصرفه إلى التطليق أو الفسخ في حالة عدم توفر السبب المعتد به شرعا، استخدام أموال الزكوات والصدقات لتدريب الأيمات الفقيرات على الكسب، تفويض نفقات المختلعات الفقيرة إلى ولاتهن، إعداد العلاج النفسي الشامل للمختلعين وذريتهم، وكذلك إعداد الوظائف الشاغرة للمختلعات الفقيرة.