تحقيق المناط وأثره في اختلاف الفتاوى الصادرة في أزمة كورونا

يهدف البحث إلى بيان أثر تحقيق المناط في الفتاوى المختلفة التي صدرت في أزمة كورونا، وبيان الأدلة التي استندت إليها تلك الفتاوى في تحقيق العلل، ثم الترجيح فيما بينها، وقد أعملت في البحث المنهج الاستقرائي متتبعاً في ذلك الفتاوى المختلفة في المسائل، ثم منهج التحليل لدراسة تلك الآراء وبيان عللها، ثم منهج المقارنة من خلال مقارنة الفتاوى فيما بينها والوصول إلى الراجح منها. وقد قسمت البحث إلى فصلين، الفصل الأول: متعلق بتأصيل تحقيق المناط، وذلك من خلال ذكر تعريفه وأقسامه وأمثلته من النصوص الشرعية وعمل الصحابة واجتهادات المفتين، وبيان العلاقة بين تحقيق المناط والمقاصد الشرعية، ثم الفصل الثاني: قدّمت فيه بمبحث تمهيدي يتعلق ببيان التكييف الطبي والفقهي لفيروس كورونا، وأبرز الفتاوى المتعلقة بباب العبادات والمعاملات والجنايات. وتوصل الباحث إلى أنّ قرار إغلاق المساجد وفتحها فترة انتشار الوباء مرجعه إلى المصلحة الشرعيّة التي يقدّرها الحاكم، كما توصّل إلى جواز إقامة صلاة الجمعة في البيوت فترة جائحة كورونا، وأما في باب المعاملات فتوصل إلى عدد من الخلاصات تتعلق بباب الإجارة، وإلى أنّ البنوك لا يحل لها أن تنتفع بالأموال المجنبة على أيِّ حال كان ذلك الانتفاع، وفي باب العقوبات توصل إلى أنّ الجناية بنقل الفيروس إلى المجتمع لا تستوجب القصاص في تعمد نقله لفرد معين ولا تستوجب الدية في النقل الخطأ وإن كان الناقل مفرطاً في أخذ الاحترازات الوقائية، وإنما تستوجب التعزير بما يناسب جناية الفاعل، ويوصي الباحث بوجود دراسات أخرى مستقلة ببيان أثر تحقيق المناط في الفتاوى الفقهية المختلفة الصادرة في النوازل المستجد، أن تكون الفتاوى الصادرة رسميةً من أجهزة الدولة؛ حفاظاً على اجتماع الكلمة وعدم تفرقها.