submitted on 2024-12-22, 06:08 and posted on 2024-12-26, 06:39authored byMohamed Yeslem Elmoujawad
تُعالجُ هذه الدراسة موضوعاً من أهم وأحدث الموضوعات، المطروحة على ساحة الدراسات القرآنية المعاصرة، إذ تهتمُّ بتقديم مقاربة جديدة لبنية القرآن، من منظور البلاغة السامية، عند باحث من أهم الباحثين الغربيين الذين درسوا بنية القرآن في العصر الحديث، وهو البلجيكي، ميشيل كويبرس، الذي أصبح يحث الخطى، ليرسم لنفسه مكانة سامقة في الدراسات الأدبية-الغربية المعاصرة للقرآن الكريم.تسلط هذه الدراسة الضوء على منهج ميشيل كويبرس في تحليل بنية القرآن، من منظور البلاغة السامية، وتحاول أن تقرأ منهجه في سياق التراث الإسلامي الذي كتب في الموضوع، من جهة، وأن تقارن بين منهجه والمناهج الغربية الأخرى، التي درست بنية القرآن في العصر الحديث من جهة أخرى، ولذلك كان من اللّازم أن نُقسّم هذه الدراسة إلى مقدمةٍ وتمهيد وثلاثة فصول، حيث سلّطنا في الفصل الأول الضوءَ على جوانب من التطور التاريخي لدراسة بنية القرآن، باعتبارها موضوعاً محوريا في الدراسات الإسلامية القديمة، في التفسير وعلوم القرآن، فيما تناول الفصل الثاني: مقاربة بنية القرآن من منظور البلاغة السامية عند ميشيل كويبرس وعرض الأسس النظرية والضوابط المنهجية التي بنى عليها منهجه في دراسة بنية القرآن، أما الفصل الثالث فقدمنا فيه نموذجا تطبيقيا لهذا المنهج، وبينا أثره في الدراسات القرآنية المعاصرة.وقد كشف لنا استعراض منهجية ميشيل كويبرس في تحليل بنية القرآن وتطبيقاتها، أهمية هذا المنهج في ترسيخ وحدة السورة، والقراءة السياقية للقرآن من جهة، وفي تفنيد مزاعم المستشرقين حول تفكك بنية القرآن، والسعي إلى إعادة ترتيبه من جهة ثانية.