submitted on 2024-12-15, 06:38 and posted on 2024-12-26, 07:32authored byMasoud Bolooki
الغموض يلف تاريخ بني إسرائيل في فلسطين، والمصدر الوحيد لهذا التاريخ يعتمد على العهد القديم، غير ذلك لاتوجد آثار حقيقية، أو وثائق يعتد بها في مناطق الأحداث، تؤكد صدق الرواية التوراتية، سواء في فلسطين، مصر، بلاد الرافدين.لذلك اصطدم علماء التاريخ والآثار بهذا الواقع، فكان أن ظهر اتجاه جديد، يميل لأسطرة التاريخ الديني، وإنكار تاريخية شخصيات هامة في التاريخ الديني، مثل إبراهيم وموسى عليهما السلام.وللتوفيق بين هذا وذاك، ظهر اتجاه ثالث، تبناه بين العرب الباحث اللبناني كمال الصليبي، الذي اعتمد على العهد القديم(التوراة) كوثيقة تاريخية، لكنه نقل أحداث القصة من فلسطين إلى غرب الجزيرة العربية، وتحديدا منطقة عسير، اعتمادا على الدراسات اللغوية، والرجوع للمعاجم اللغوية، وقدم خلال ذلك تصورا لتاريخ فلسطين، وأيضا لتاريخ المنطقة بأسرها.وفي هذه الدراسة قمنا بمراجعة رؤية كمال الصليبي التي أطلقها أول الأمر في كتابه التوراة جاءت من جزيرة العرب، ثم في كتب أخرى، مثل خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل، حروب داود.واستطعنا أن نصل إلى أن ما قام به كمال الصليبي، جهد علمي يستحق الثناء عليه، وفكرة تستحق التوقف عندها، لكنه بالغ في الاعتماد على اللغة، وكذلك لجأ للافتراضات غير المبنية إلا على منطق الرغبة في تقديم رؤية يبدو أنها تسعى لتفسير كل شيء يتعلق بالموضوع، وما يصحب ذلك من تأثير سلبي على الحيادية العلمية، إضافة إلى أنه قام بما يسميه بعض الباحثين أسطرة بعض المفاهيم الدينية.