submitted on 2024-12-12, 06:19 and posted on 2024-12-26, 06:44authored byWafah Banndar Al-Etaibi
إن موضوع هذه الدراسة، هو حرية التعبير في المواثيق الدولية في ضوء المسيحية والإسلام، حيث تتناول فيها طبيعة حرية التعبير في الأديان، والمكانة التي تمتلكها في المسيحية والإسلام، ليسهل بعد ذلك مقارنتها بما جاءت بها التشريعات الدولية، والوقوف على أبرز تطوراتها بهدف معرفة جذور تلك الحرية ومصدرها، أكان ديني أم إنساني؟، ومن ثم بيان الضوابط والحدود التي تحمي هذه الحرية من إساءة استخدامها، مع إظهار موقف كل دين تجاه المواثيق الدولية، بهدف الوصول إلى نقاط الاتفاق والاختلاف بين جميع الأطراف. وتهدف الرسالة إلى تقديم صورة واضحة عن ضوابط حرية التعبير، كما تهدف إلى توضيح دور الأديان في منح الأفراد حريتهم في التعبير عن رأيهم بكل حرية طالما لا تؤثر على حريات الآخرين، فقد زخرت النصوص المسيحية والإسلامية بالكثير من الإشارات حول حق الإنسان في التعبير سواء أكان بشكل مباشر أو ضمني، حيث اتفقت المسيحية والإسلام على حث الإنسان على قول ما في ذهنه من أفكار وآراء بلا قيود. ونستنتج من دراسة حرية التعبير في النصوص المسيحية والإسلامية ومقارنتها بالمواثيق الدولية، أن النصوص الدينية اهتمت بحرية التعبير وحقوق الإنسان بشكل عام، وذلك لحرصها على حفظ حقوق الإنسان وكرامته، أما المواثيق الدولية فقد تميزت بتلخيص تلك الحقوق والحريات في شكل منظم، وأقرب للوصول إلى جميع فئات المجتمع، وهذا لا يعني بالضرورة عجز الأديان عن مخاطبة الإنسان في مختلف الظروف والأزمان، فالأديان والمواثيق الدولية تسعى لتأسيس حرية التعبير من خلال تقديم الضمانات لاستمراريتها وبقائها.