ظاهرة التسول في المجتمع المعاصر: مقاربات فقهية لمعالجتها

تعتبر ظاهرة التسول مشكلة معقدة ذات أبعاد مختلفة وأسباب متنوعة، وتشكل آثارها السلبية خطرا على المجتمع المعاصر مما يستدعي تناولها بالدراسة لإيجاد حلول متكاملة ومعالجات متزنة. وقد عالج البحث أبعاد التسول من البعدين الاجتماعي والفقهي، واعتمدت –في الجانب الاجتماعي من البحث- على المصادر الثانوية، واستطعت بذلك توصيف الظاهرة وتحليلها تحليلا دقيقا حتى تسنى لي طرح حلول ومعالجات على أساس أصولي ومقاصدي.وأما الجانب الفقهي من البحث؛ فقد تناولت فيه الحكم الأصلي للتسول في الشرع الإسلامي وكذلك أحكامه الترخصية، ثم وقفت على بعض المقاصد الشرعية والأحكام الفقهية الثاوية في التراث الإسلامي والتي تمنع من الإقدام على التسول، وعلى رأس ذلك اهتمام الإسلام بالكرامة الإنسانية، ومقاصد الشرع في باب الولاية العامة، والولاية الخاصة، والصدقات، والفروض الكفائية، وغير ذلك.ومن وجه آخر، فقد تناولت الدراسة أبرز التجارب الدولية في مكافحة هذه الظاهرة مع تحليلها للاستفادة منها عند اقتراح المعالجات.وللإجابة عن أسئلة البحث، استخدمت المنهج التكاملي والمتضمن للمنهج الاستنباطي، والمنهج التحليلي، والمنهج النقدي، ثم انتهيت -في النتيجة العامة من البحث- إلى أن الشريعة الإسلامية -بأحكامها الفقهية ومقاصدها العليا- تملك أجوبة ومعالجات لمشكلة التسول، غير أن التجارب الدولية لم تستفد بصورة كبيرة من هذه المعالجات الفقهية؛ فلم يحالفهم النجاح بالقدر المطلوب.