دور المواطنين السوريين في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب

كلمات مفتاحيه: مراحل إعادة الإعمار، بعد الحرب، سوريا، مجتمع ممزق بفعل الحرب، بناء المجتمع، بناء الدولة، بناء المدن.في آذار من عام 2011 انضم قسم واسع من الشعب السوري لرياح التغيير في العالم العربي المطالبة بالحرية و الكرامة و العيش الكريم. و بعد القمع الحكومي الشديد لسحق هذه المطالبات الشعبية السلمية، تدحرجت الأمور إلى حرب طاحنة و تدخلات خارجية أثرت على سوريا و مواطنيها و مدنها و نسيجها الاجتماعي بشكل بالغ في الضرر حتى تاريخ تقديم هذا البحث. و لأن لكل صراع نهاية فالحكمة التي أخذت الدراسة بها أنه في وقت الحرب علينا الاستعداد للسلام و البناء. و عليه فإنَ الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو معرفة كيف يمكن لمشاركة المواطنين السوريين المنظم، تحقيق أكبر قدر من مصالحهم خلال عملية إعادة إعمار سوريا بعد الحرب. و لقد استند البحث خلال كل فصوله على فرضيتين اثنتين:الفرضية الأولى: إذا وُجِدَ تصوّر واضح لتحديات و فرص إعادة إعمار سوريا ما بعد الحرب، سيكون مشروع إعادة الإعمار أكثر قابليةً للنجاح و الاستدامة.الفرضية الثانية : إذا وَعَى المواطنين السوريين أهمية و قوة جهودهم المنظمة في عملية إعادة الإعمار، فإنهم سيستطيعون الدفاع عن إرادتهم مقابل المصالح الإقليمية و الدولية المختلفة.و للتخطيط لإعادة الإعمار وجب معرفة الأسباب التي أدت إلى الصراع (بركات، 2005) منعا لتكرارها في عملية تخطيط الإعمار الجديدة.لقد وجدت الدراسة أن الفساد المؤسسي و شدة القمع و التردي التنموي في سوريا على جميع الأصعدة كان سببا رئيسيا في انفجار "الثورة" فيها. يضاف إليه تحديات مضاعفة بفعل الصراع العسكري، على رأسها: التمزق المجتمعي الحاد و انتشار المليشيات المسلحة و حجم المهجّريين والمهاجرين و الدمار الواسع بما يترتب عليه من الكلفة المادية الضخمة للإعمار، مما تطلب أن تقوم الدراسة على تناول "نظرة إعادة البناء" على ثلاثة مراحل، و هي :*مرحلة إعادة بناء المجتمع السوري حيث تتم المصالحة الوطنية و الاتفاق السوري السوري على أساس منظومة العدالة الانتقالية و ما تستدعيه من حوارات وطنية، و وضع عقد اجتماعي سوري يؤطر للعلاقة مابين مكونات المجتمع السوي الدينية والقومية المحتلفة.*المرحلة الثانية هي مرحلة بناء الدولة السورية حيث يوضع الدستور ويتم الاتفاق على إنشاء المؤسسات الوطنية الدستورية ،خصوصا إعادة هيكلة لمؤسستي الأمن و الجيش، بناءً على ما اتفق عليه السوريين بالمرحلة السابقة.* مرحلة إعادة بناء المدن السورية حيث تتم عمليات البناء الرئيسية لسوريا مدنا و حواضر كنتيجة لنجاح المرحلتين السابقتين و ذلك بعد فُعِّلَت مختلف أدوار شرائح المواطنين السوريين خلال كل هذه المراحل.و للاستفادة من تجارب بقية الأمم، تمّ عرض و تحليل لحالاتي إعادة إعمار بعد الحرب، واحدة ناجحة هي اليابان، و السبب بنجاحها بشكل رئيسي هو التحضيرات البحثية السليمة قبل العمران، و وحدة صف النخب اليابانية تجاه الاتفاق المنهي للحرب و أخيرا الروح الإيجابية الناقدة للذات التي اتسم بها اليابانيون مع أنفسهم بعد الحرب. و تجربة أخرى فاشلة هي العراق، و الذي يشابه سوريا بالعديد من العوامل، و كان أبرز أسباب فشل الإعمار بالعراق بعد الحرب هو سوء التقدير للوضع العراقي و تحدياته و أيضا بسبب الخلافات الدولية و الإقليمية و الداخلية على أهداف الإعمار، إضافة إلى استفحال الطائفية و تهميش طبقة واسعة جداً من الشعب العراقي.أخيراً، تمّ الخروج بتسعة توصيات جديدة لمشروع/أبحاث إعادة الإعمار في سوريا بعد الحرب، ركّزت على أهمية مشاركة و توافق السوريين على أجندة الإعمار و برامجها، كذلك تم التأكيد على أهمية العمل- كمّاً و نوعاً- على أبحاث مهنية حيادية عن إعادة إعمار سوريا و على أهمية إيجاد المشترك بين الفاعلين الخارجيين على شكل سوريا بل و على ضرورة تنظيم الوجود العسكري الأجنبي فيها، و بأن يكون الاتفاق المنهي للحرب في سوريا عادلا و شاملا لكل ما ذكر و ذلك بالوصول للاتفاق بين النخب و القادة السوريين دون تغلّب أو إقصاء- من جهة و بين القوى الخارجية المؤثرة الفاعلة الضامنة للاتفاق من جهة ثانية.لقد خلصت الدراسة أنّ هنالك العديد من المراحل و المساحات يستطيع السوريون أن يؤثروا بها و يكونوا هم من يقودها نحو مصالحهم المشتركة في مختلف مراحل إعادة الإعمار. أيضا خلصت الدراسة لأهمية و مركزية نشر الوعي بين مختلف السوريين عن مجمل هذه العملية و تحدياتها و فرصها بهدف حملهم على تفعيل أدوارهم المختلفة إنما المتكاملة للوصول إلى عملية إعمار سوريا و مدنها من أجل السلام و التنمية المستدامين و لتجنب جاد لانفجار الوضع في المستقبل مجدداً.