submitted on 2024-12-15, 06:29 and posted on 2024-12-26, 07:32authored byEman Alsuliti
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على مادة داوود وسليمان كما وردت في دائرة المعارف الإسلامية، لمعرفة ما إذا كانت قد التزمت بالموضوعية العلمية واستوفت شروط البحث العلمي وقواعده أم لا، ولتحقيق هدف البحث فقد استخدمت الباحثة المنهج المقارن، إذ عقدت مقارنة بين المصادر التي اعتمد عليها كُتَّاب الدائرة ومناهجهم، وبين المصادر الإسلامية وبخاصة في رسم ملامح شخصيتيهما؛ وسرد الأحداث الرئيسية التي نسبت إليهما، مستعينة في ذلك بكافة المصادر العلمية القديمة والحديثة التي تناولت الموضوع.وانتهى البحث إلى عديد النتائج التي كان من أهمها، أن دائرة المعارف لم تكن تتحلى بالدقة العلمية والرصانة الأكاديمية في معالجتها للنبيين داوود وسليمان عليهما السلام، إذ حرصت على نزع العصمة عن الأول وتصوير الثاني تصويرا أسطوريا يبعد القدرات التي حباه الله بها من دائرة المعجزات إلى دائرة الأساطير والخرافات.وكان أهم ما ركزت عليه الدائرة لنزع العصمة عن نبي الله داوود مادة زوجة أورياء التي صورته فيها على أنه إنسان غير قادرة على التحكم في شهواته، وأنه في سبيل إشباعها بشتى الطرق تآمر على أورياء وزج به في معركة يعرف أنه سيقتل فيها وذلك من أجل الفوز بزوجته.كما حرصت الدائرة على إظهار شخصية النبي سليمان عليه السلام في الموروث الإسلامي أشبه بالأسطورة، وأن العقل المسلم في نظرته إلى هذا النبي كان عقلا ميَّالا إلى الخرافة، وهذا لون من ألوان الطعن في العقل المسلم بطريقة غير مباشرة، وقد فند البحث ذلك، وأرجع المواهب والقدرات الخاصة التي تحلى بها سليمان عليه السلام إلى العطايا الإلهية والمعجزات الربانية لهذا النبي الكريم، وذلك تأييداً من الله لدعوته وتسديداً لمسعاه في إقناع غيره بنبوته. ولما كانت الدائرة مختصة بالحديث عن موضوعات لها علاقة بالإسلام، ولأن كتّابها رجعوا إلى عديد المصادر العربية والإسلامية، فكان لزاماً على الباحثة أن تستوثق من دقة النقل والفهم عن هذه المصادر، أما عن المصادر غير الإسلامية، فإن سبب الرجوع إليها يعود إلى الرغبة في الإحاطة بما كُتب عن هذين النبيين في تلك المصادر، وذلك لمعرفة مدى الأمانة البحثية لكتاب الدائرة حينما استشهدوا بما جاء فيها، وقد عادت الباحثة إلى أشهر هذه المصادر التي اعتمدها كتّاب الدائرة.وانتهى البحث إلى أن مادة داوود وسليمان في دائرة المعارف الإسلامية كانت موجهة لخدمة أغراض استشراقية ليست بريئة، إذ كان الهدف النهائي منها هو إثبات تأثر القرآن الكريم خصوصاً والفكر الإسلامي عموماً باليهودية والعهد القديم، ولذلك فهي ليست مادة علمية يُعتمد عليها ويوثق بها في معرفة أحوال هذين النبيين الكريمين.