submitted on 2024-12-15, 06:13 and posted on 2024-12-26, 07:35authored byMaher Jaghama
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. تتناول هذه الدراسة موضوعا بالغ الأهمية لطالما أثار جدلا بين الفقهاء والعلماء والدعاة، لما للمسجد الأقصى المبارك من مكانة عظيمة ورفيعة عند عموم المسلمين. وقد تناولت هذه الدراسة هذا الموضوع في مبحث تمهيدي، ومبحثين رئيسيين. في المبحث التمهيدي تناولت فيه تاريخ مدينة القدس، والمسجد الأقصى في نصوص الوحي، وواجب الأمة نحو المسجد الأقصى حكاما وشعوبا وعلماء، وواجب المقدسيين نحو المسجد الأقصى المبارك. وفي المبحث الأول الذي اشتمل على أربعة مطالب، تناول المطلب الأول احتلال القدس والممارسات الإسرائيلية وأثرها على المسجد الأقصى، ثم المطلب الثاني تناول الوضع القانوني للمسجد الأقصى ومدينة القدس، ثم كان المطلب الثالث الذي تناولت فيه طرق وآليات الوصول الى المسجد الأقصى والدخول إليه، ثم المطلب الرابع تناولت فيه أنواع الزيارات ومقاصدها الدينية والسياسية، ثم كان المبحث الثاني، الذي قمت فيه بتناول ودراسة الموضوع من جميع جوانبه، فتناولت في هذا المبحث حكم زيارة المسجد الأقصى في ظل الاحتلال الإسرائيلي من خلال الحصول على تأشيرة إسرائيلية(فيزا)، وعملت على بيان الآراء الفقهية واختلافها حول هذه المسألة، بعرض أدلة كل رأي، حيث تبنى فريق إباحة هذه الزيارة والدعوة إليها، بينما ذهب فريق آخر الى حرمة هذه الزيارة وضرورة منعها، لما يترتب عليها من آثار ومآلات فاسدة. وظهر لي خلال البحث تباين الفتاوى الشرعية فيها خاصة مع غياب قرار من أحد المجامع الفقهية في حكمها بشكل واضح وقاطع. وخلصت الدراسة الى أن الراي المختار، هو قول المجيزين للزيارة(بضوابط وقيود) أي عدم منع الزيارة مطلقا، وعدم فتح الباب على مصراعيه، مع إعطاء الأولوية لقدوم المسلمين من خارج العالم العربي، والذين يحملون الجنسيات الأجنبية،لأن زياراتهم تتم دون عوائق، ودون أن يكون لها مدلولات سياسية، وأنه لا فرق في الموقف من زيارة الرموز والعلماء أو زيارة العوام، ومن مختلف الجنسيات والدول، على أن يكون شكل الزيارة كما بينت وأوضحت في البحث، داعما للرباط ولحق المسلمين في المسجد الأقصى المبارك.