ظاهرة العشوائيات: أبعادها االجتماعية ونظرها الفقهي

تعدّ ظاهرة العشوائيات من أخطر الظواهر الاجتماعية، وأكبرها عقبة أمام التوازن الاجتماعي والتنمية الحضارية، نظرا لتعدد آثارها السلبية، مما يتطلب دراستها وتحليلها. وقد استهدف هذ البحث دراسة الظاهرة بأبعادها المختلفة، معتمدا على المنهجين الوصفي والاستنباطي؛ ليقدم مقترحات مستمدة من التجارب الدولية والفقه الإسلامي في معالجتها؛ انطلاقا من حرص الفقه على تنظيم العمران والالتزام بضوابطه؛ ليتحقق المقصود من السكن.فجاء مؤلفا من مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة؛ حرصت في المقدمة على تركيز أركانها جميعا، من مشكلة وأهمية وأهداف ومنهج للبحث، وخطته، ثم تطرقت في المبحث الأول إلى تثبيت الظاهرة؛ كمفهوم وسمات وأنواع وأسباب ومشكلات اجتماعية، وبينت في المبحث الثاني البُعد التاريخي والحضاري للعمارة الإسلامية، والفرق بينها وبين العشوائيات، وفي المبحث الثالث ألقيت نظرة فقهية على العشوائيات من خلال المقاصد والمنظومة الحقوقية للإعمار السكني وحكم بناء وإزالة العشوائيات، أما في المبحث الأخير فاستعرضت فيه بعضا من التجارب الدولية لعلاج العشوائيات ومقترحات علاجية فقهية وغير فقهية، ثم ختمت البحث بذكر أهم ما توصلت إليه من نتائج، وهي: إن للعشوائيات تداعيات خطيرة على كيان المجتمع، وإن مراعاة المنظومة الحقوقية لفقه العمران تسهم في منع تكوّن العشوائيات، كما إن الوقف الإسلامي يمكن مساهمته في معالجة ظاهرة العشوائيات، لما له من جوانب اقتصادية واجتماعية في نفس الوقت، وإن أفصل الأساليب لمعالجة ظاهرة العشوائيات هي التي تشمل تطوير النواحي العمرانية والاجتماعية والاقتصادية على حد سواء.