الاغتراب الاجتماعي: أبعاده الاجتماعية ونظره الفقهي

يعد الاغتراب الاجتماعي أحد أخطر الظواهر الاجتماعية المعاصرة في العالم؛ نظراً لتعدد آثاره السلبية على الأفراد والأسر والمجتمعات، مما يتطلب دراسة الظاهرة بأبعادها المختلفة، مع توضيح منهج الشريعة الإسلامية في كيفية مواجهتها، وتقديم أهم المقترحات العلاجية لمنعها والوقاية منها، واتبعت لإنجازه المنهج المختلط الاستقرائي والاستنباطي والتحليلي، من خلال استقراء النصوص المتعلقة بالاغتراب، واستنباط وجه الاغتراب ودلالاته منها، ومن ثم تحليليها ومقارنتها والتعليق عليها، وقد احتوى البحث على مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة، بينت في التمهيد أبرز مظاهر الحياة المعاصرة وأثرها على تغير أنماط سلوك الإنسان، وركز الفصل الأول على بيان مفهوم الاغتراب الاجتماعي وأهم الأعراض والأسباب والآثار الناجمة عنه، كما حرص الفصل الثاني على تقديم أهم المقترحات العلاجية والوقائية للاغتراب الاجتماعي من خلال منظومتين فاعلتين: الشرعية والاجتماعية، وأسفر البحث عن عدد من النتائج، من أبرزها: أن الاغتراب الاجتماعي يمثل أحد أهم الظواهر الاجتماعية والأزمات النفسية المتفشية في المجتمعات المعاصرة أثرت على الإنسان وعلى أنماط حياته في كافة المجالات والشؤون، وأن الشريعة الإسلامية بأحكامها ومقاصدها وأخلاقها وقيمها من أعظم الطرق والوسائل العلاجية للاغتراب الاجتماعي منعاً وتخفيفاً ووقاية منه، كما أن المنظومة الاجتماعية المتمثلة في الأسرة والدولة ومؤسساتها التربوية والتعليمية والدينية، ومواقع الإعلام والاتصال والتواصل تسهم بشكل فعال في منع الاغتراب الاجتماعي والوقاية منه، وتحقيق الاندماج والتفاعل والتآلف والتعايش بين جميع أبناء المجتمع.