Manara - Qatar Research Repository
Browse

أسس علم الاجتماع الديني في مقدمة ابن خلدون

Download (1.85 MB)
thesis
submitted on 2024-12-22, 08:12 and posted on 2024-12-26, 06:38 authored by Abdulrahman Alshehri
في هذا البحث أعرض أسس علم الاجتماع الديني بعد استقراء وتحليل لنصوص مقدمة ابن خلدون وما كُتب عنها، ويمكن إجمال أسس علم الاجتماع الديني في نقاط وفق منهج ابن خلدون في دراسة المجتمعات والظواهر الدينية وهي كالتاليأولاً الأسس المعنوية: وقد اقتصرت فيها على ما كان له تأثير في الاجتماع الإنساني في جانبه الديني والاخلاقي على وجه التحديد موزعة على أربعة مباحث: 1- الدين: أبرز ما يمز ابن خلدون هو عرضه لهذه الموضوعات في إطار المجتمعات العربية والإسلامية، ففهم دور الدين في مجتمعاتنا حيث أن الصبغة الدينية أذهبت التنافس والتحاسد الذي في أهل العصبية وأفردت الوجهة إلى الحق، فإذا حصل للمسلمين الاستبصار في أمرهم لم يقف لهم شيء. فقد ألف الله بين العرب باختلافهم من بدو وحضر بل وألف بينهم وبين العجم فأصبحوا إخوانا في الدين، وما كان هذا ليحدث لولا دعوة الإسلام.2-الأخلاق: قسمت الأخلاق عند ابن خلدون إلى قسمين:الأول: أخلاق الأفراد.الثاني: أخلاق المجتمعات أو الأمم. وهي التي لا تنفصل عن المجال أو النمط العام الذي يعيشه المجتمع، فأخلاق البادية على سبيل المثال تختلف عن الحاضرة، لذا فالأخلاق جزء كبير منها اجتماعي، وهي الأخلاق المكتسبة عند ابن خلدون، وهذه الأخلاق تفسد بالقهر والسطوة والإخافة فتكسر حينئذ من سَورة بأس أفراد المجتمع وتُذهب المنعة عنهم، لما يكون من التكاسل في النفوس المضطهدة، ومما يفسد أخلاق المجتمعات والأمم؛ تعرضها إلى الهزيمة من أمة أخرى، وكما عبر عنها ابن خلدون بقوله (والأمة إذا غُلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء أما الجزء الآخر منها فهي أخلاق الفطرة التي يشترك فيها كل الناس. 3-المؤسسات الدينية: وقد أسماها ابن خلدون (الخطط الدينية) ومنها القضاء والفتيا وإمامة الصلاة، ويمكن إعادة صياغة تصور إسلامي جديد وفق النظرة الخلدونية حول المؤسسات الدينية المعاصرة، وتصنيفها ومراتبها وأنواعها وعلاقتها بالسلطة والمجتمع، وهي محل بحث واهتمام لدى الباحثين الغربيين المختصين في علم الاجتماع الديني.4-العصبية: هي الإحساس بالشراكة والإخلاص لجماعة مؤسَّسة بدرجة كبيرة على روابط الدم، ويوجد بالفعل ثلاثة أنواع من العلاقات تُشكل العصبية؛ هي: صلات الرحم، والولاء، والحلف. والعصبية نوعان: عصبية خاصة، وعصبية عامة. فالعصبية التي يجمعها نسب خاص أو قريب، تشكل عصبية خاصة، أما العصبيات الأكثر اتساعاً والأقل ترابطاً، والتي يجمعها نسب عام أو بعيد، فهي تشكل العصبية العامة. تبدأ العصبية عصبية دم، أو تكون نسبا طبيعياً، ثم تسير مباشرة إلى عصبية الاصطناع المصلحي الدنيوي، وهذا الاصطناع الذي يبدو أمراً عارضاً، علته استفراد الحاكم بالمجد المشروط بإبعاد العصبية الأولى هو في الحقيقة الشرط الضروري والكافي لتكيون أجهزة الدولة، من حيث هي إدارة لوظائفها الخمس (الرعاية السياسية العامة، والتربية، والإنتاج المادي، والإنتاج الرمزي، والرعاية الروحية العامة).ثانياً أسس مادية: وهي الأسس الظاهرة للعيان ويمكن قياسها بالمشاهدة أو الملامسة، فهي إما أسس قائمة بذاتها بقدرة الله ليس للمجتمع دور في إنشائها كالطقس أو اعتدال الأقاليم ونحوها، أو أسس ظهرت وتكونت بفعل المجتمع وحاجاته كالمؤسسات التعليمية أو العوامل الاقصادية وغير ذلك. وقد قسمتها إلى ثلاثة مباحث: 1-العلوم ولمعارف: من مظاهر تطور المجتمعات ونهضتها إزدهار العلم والتعليم، والسبب في ذلك أن تعليم العلم من جملة الصنائع، والصنائع تكثر في العمران والحواضر، فابن خلدون نظر إلى العلم نظرة عالم اجتماع. 2-البيئة: أحل ابن خلدون البيئة محلا هاما في الاجتماع البشري، لأنها مجال العمران وفضاؤه، ولها تأثير في نمط المعيشة، ونظام الحكم، والتدين، والتربية وشؤون الأسرة، والبيئة تشمل عدة عناصر، كالتضاريس والهواء ونوع الطعام. وللطعام علاقة وثيقة وتأثير في العبادة والتدين، فأثر الخصب في البدن وأحواله يظهر حتى في حال الدين والعبادة. فنجد المتقشفين من أهل البادية أو الحاضرة ممن يأخذ نفسه بالجوع والتجافي عن الملاذ أحسن ديناً وإقبالاً عل العبادة من أهل الترف والخصب. 3- الاقتصاد: تتكون المجتمعات بفعل الحاجة الاقتصادية أو كما عبر عنها ابن خلدون " للتعاون على تحصيل المعاش" فاجتماعهم إنما هو للتعاون على تحصيل المعاش والابتداء بما هو ضروري منه وبسيط، قبل الحاجي والكمالي، والبدو والحضر إنما هما طبقتان اقتصاديتان، وقد طرأت بعض المظاهر الدينية على المسلمين بفعل الترف والأثر الاقتصادي، يلاحظها ابن خلدون بعين المدقق والعالم الفاحص وليس مجرد مدون للوقائع والأحداث.

History

Language

  • Arabic

Publication Year

  • 2019

License statement

© The author. The author has granted HBKU and Qatar Foundation a non-exclusive, worldwide, perpetual, irrevocable, royalty-free license to reproduce, display and distribute the manuscript in whole or in part in any form to be posted in digital or print format and made available to the public at no charge. Unless otherwise specified in the copyright statement or the metadata, all rights are reserved by the copyright holder. For permission to reuse content, please contact the author.

Institution affiliated with

  • Hamad Bin Khalifa University
  • College of Islamic Studies - HBKU

Degree Date

  • 2019

Degree Type

  • Master's

Advisors

Ibrahim Muhammad Zain; Badran Bin Lhssan

Committee Members

Muhmmad Amezyan

Department/Program

College of Islamic Studies

Usage metrics

    College of Islamic Studies - HBKU

    Exports

    RefWorks
    BibTeX
    Ref. manager
    Endnote
    DataCite
    NLM
    DC