submitted on 2024-12-16, 09:56 and posted on 2024-12-26, 06:41authored byAbdulla Al-Tamimi
إن البحث يتعلق برأي الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مسألة تحريف ألفاظ التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء المتقدمين ، على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله ، وعليهم أفضل الصلاة والسلام .والبحث يتألف من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة ، فالمقدمة جاء فيها بيان لأهداف وأهمية وخطة الدراسة ، وكذلك للدراسات التي سبقت هذا البحث ، وذكرنا أن البحث تناوله العديد من الدارسين والمهتمين بعلم مقارنة الأديان ، ولكن لا توجد دراسة عن رأي الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى بهذا الشأن ، وهو رأي في غاية الأهمية والمكانة.إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تفرد في دراسته للتوراة والإنجيل وكتب الأنبياء عندما أضاف للدراسة والبحث طرق أهل الأصول واللغة وأهل الحديث ، وبالإضافة إلى ذلك فإنه لا يحيد عن القرآن والسنة في حكمه واستدلاله .إن الفصل الأول من الدراسة جاء فيه بيان لسيرة الإمام ابن تيمية ولمنهجه العلمي، ولطريقته في المعرفة والاستدلال، ثم بينا التحريف من حيث اللغة والاصطلاح، وأنه ينقسم إلى قسمين وهما التحريف اللفظي ، والتحريف المعنوي ، والدراسة تتعلق بالجانب الأول وهو التحريف اللفظي .وبينا أن الأسباب الحاملة على التحريف تنقسم كذلك إلى قسمين ، إما أن تكون متعمدة ومقصودة ، أو أنها عن جهل وخطأ .والفصل الثاني من البحث استهدف تحديد الكتب والمصادر الدينية والمقدسة عند النصارى ، وبيان لغتها وموضوعها ، والتحريف الذي لحق بها من حيث الزمن والمقدار والموضع ، فالنصارى تقدس العديد من الكتب ولكنها لا تجعلها في رتبة واحدة ، كرتبة التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ، فالنصارى تقدس بالإضافة الى التوراة والإنجيل تقدس قانون الأمانة وكذلك بعض الرسائل التي عندهم ، وهذا التقديس لكونها مكتوبة أو منقولة من قبل أناس ظهرت الخوارق والكرامات على أيديهم كما يدعون ، فالشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى يبين عدم قداستها ، ويبين معنى الكرامة والمعجزة ليبطل التلازم الذي يقول النصارى به ، أي بين من ظهرت على يديه الكرامات والمعجزات وخوارق العادات وبين قداسة أقواله .أما الفصل الثالث فإنه يتعلق بدراسة التحريف اللفظي من حيث أقوال علماء المسلمين ومذاهبهم وأدلتهم فيه ، وإنهم على ثلاثة أقوال ، فمنهم من يقول بأن نص التوراة والإنجيل لم يتعرض للتحريف اللفظي ، والتحريف لحق المعاني فقط ، والقول الثاني على عكسه بالتمام ، فهو ينص على ضياع نص التوراة والإنجيل بالكامل ، ويقول بأن الموجود هو محرف ومبدل بأكمله ، والقول الثالث وعليه جمهور أهل العلم كما يذكر ابن تيمية ذلك، وهو القول الذي يتبناه ويستدل على صحته ، وحقيقته أن التوراة والإنجيل تعرضا للتحريف في بعض المواضع ، والأغلب لم يصبه تغيير أو تبديل .واستدل ابن تيمية على هذا القول بأدلة عديدة ، ومن أشهرها أدلة آيات القرآن الكريم ، وأحاديث السنة النبوي المطهرة ، واستدل بوجود التواتر العام للتوراة والإنجيل وكتب الأنبياء .