الإمام الطوفي (716هــ) ومنهجه في دراسة النصرانية دراسة تحليلية

تتلخص هذه الدراسة في البحث في حياة الطوفي والظروف التي أحاطت بهذه الحياة، ثم تحليل منهجه في نقد الأناجيل الأربعة، والتعليق عليها بتعليقات تفسيرية وتأويلية مختصرة في بعض الأحيان ومطولة في أحيان أخرى، ثم تنتقل الدراسة لبحث وتحليل منهجه في نقد العقائد النصرانية وإيجاد المشتركات بين نقده للأناجيل ونقده للعقائد النصرانية وهل اتبع نفس المنهج في المرحلتين أم كان لكل نقد منهجه الخاص، ومن ثم استخراج المصادر التي رجع اليها الطوفي سواء كانت مصادر إسلامية أو نصرانية، ومحاولة البحث عن الترجمة التي اعتمد عليها الطوفي في نقده للأناجيل الأربعة والعقائد النصرانية وتحديدها، تضيف هذه الدراسة على ما سبقها من بحوث ورسائل في ذات الموضوع علامات تميز الطوفي في نقده للأناجيل والعقائد النصرانية عمن سبقه في هذا المجال، على الرغم من أنه استفاد من كثير ممن ألفوا في هذا المجال إلا أن نقده للأناجيل وتعليقه عليها جاء بصورة مميزة ليس من حيث المنهج فالمناهج المستخدمة في النقد متداولة بين جميع العلماء الذين قدموا دراسات ومؤلفات في نقد العقائد والكتب المقدسة، وإنما من حيث المضمون والجهد المقدم، والتعليقات الإجتهادية الخاصة به على هذه الأناجيل والعقائد، ثم طريقة تفكيره الحر غير المقلد والمنساق خلف غيره في كل ما يقال، والانفتاح على الآخر خاصة النصارى والاطلاع على مصادرهم وأفكارهم ومناظرتهم، وهذا أدى إلى استفادة الطوفي استفادة عظيمة، وقد كانت محنة الطوفي نقطة تحول نحو الإطلاع على النصرانية ونقدها.