مراجعة كتاب : عنوان الكتاب: الفردانية قديما وحديثا

<p dir="rtl">مراجعة نقدية لكتاب "الفردانية قديماً وحديثاً" لجون ديوي</p><p dir="rtl">تقدم هذه المراجعة الأكاديمية الشاملة تحليلاً معمقاً لعمل جون ديوي الرائد "الفردانية قديماً وحديثاً" الذي صدر عام 1930، والذي ترجمه إلى العربية خيري حماد. يتناول المقال بحثاً فلسفياً متعمقاً في أزمة الفردية داخل المجتمع الصناعي الحديث، والذي كُتب في أعقاب الكساد الكبير عندما واجهت الرأسمالية الأمريكية تحديات جوهرية.</p><p dir="rtl">تستكشف المراجعة الأطروحة المحورية لديوي حول الطبيعة المتناقضة للحداثة، التي أنجبت في الوقت نفسه حقوق الفرد وهددت الوجود الفردي من خلال آليات التنميط والمطابقة. يتتبع التحليل مفهوم ديوي حول "البيت المنقسم" - وهو مجتمع ممزق بين القيم المعلنة والممارسات الفعلية، حيث تستمر الأطر الروحية والأخلاقية التقليدية جنباً إلى جنب مع نظام مادي يقوده الاستهلاك والنجاح المالي.</p><p dir="rtl">يفحص المقال بشكل منهجي تحول الفردانية الأمريكية من شكلها التقليدي الريادي إلى ما أطلق عليه ديوي "التجمعية الاتحادية". يتجلى هذا التحول عبر الأبعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، مما يخلق أشكالاً جديدة من الوعي بينما يجزئ الوحدة الثقافية التقليدية. تفصل المراجعة كيف جرد التقسيم التكنولوجي للعمل العمال من مهاراتهم الفردية بينما هددت متطلبات السوق حتى الاستقلالية الفنية.</p><p dir="rtl">يشكل تحديد ديوي للـ"فرد المغمور" في المجتمع الاستهلاكي محوراً أساسياً في التحليل - وهي ظاهرة تشمل نماذج متنوعة من الهوية الضائعة، من أولئك المنجذبين بشكل أعمى للاتجاهات المعاصرة إلى من يتشبثون بالتقاليد بينما يقاومون التطورات الحالية. تتناول المراجعة كيف تمتد انعدام الأمان الاقتصادي إلى ما وراء البطالة المجردة ليؤثر على كرامة الفرد وقيمته الذاتية.</p><p dir="rtl">يعرض المقال بشمولية مشروع ديوي التجديدي لتأسيس شكل جديد من الفردانية يلائم العصر الصناعي. يتضمن ذلك الاستخدام الواعي والنقدي للعلم والتكنولوجيا مع رفض تأليههما، والسعي للتوازن بين الاستفادة من القدرات المعاصرة والحفاظ على الجوهر الإنساني الأساسي. تؤكد المراجعة على الصلة العضوية بين فلسفة ديوي التعليمية ورؤيته للفردانية المجددة، مسلطة الضوء على كيف تخدم التربية كأساس أنطولوجي لتشكيل الوعي والتنمية الديمقراطية.</p><p dir="rtl">يمتد التحليل إلى ما وراء الفحص التاريخي ليشمل الصلة المعاصرة، خاصة في السياقات العربية. تبرهن المراجعة كيف تتقاطع بصائر ديوي حول الصراع بين البنى التقليدية والتحولات الحديثة بشكل مهم مع مفهوم هشام شرابي حول "الأبوية المستحدثة" - البنى الهجينة التي تجمع بين المظاهر الحديثة والسلطة الأبوية التقليدية.</p><p dir="rtl">يختتم المقال بتقييم لمساهمات ديوي الدائمة في فهم الأزمات الإنسانية المعاصرة. يحتج بأن تحليله للاغتراب في المجتمع الصناعي، وتشخيصه لتسليع القيم، ونقده لتنميط الوعي في الثقافة الاستهلاكية يوفر أدوات تحليلية ضرورية لفهم الواقع الحالي والتحديات في عصرنا الرقمي.</p><h2>معلومات أخرى</h2><pre>رخصة: <a href="https://creativecommons.org/licenses/by/4.0" target="_blank">https://creativecommons.org/licenses/by/4.0</a></pre><p></p>